أشرف الوزير الأول السيد يحيى ولد حدمين صباح اليوم الجمعة بقصر المؤتمرات بنواكشوط على أشغال المشاورات الوطنية حول الشباب والرياضة تحت شعار: “إشراك الشباب في المسؤولية من أجل تغيرات نوعية”.
وتنظم هذه المشاورات على مدى ثلاثة أيام بالتعاون مع الشركاء في التنمية خاصة الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية.
ويشارك في مختلف مراحل هذه التظاهرة 2500 شاب.
وأكد الوزير الأول في كلمة بالمناسبة، التزام الحكومة الصارم بالقيام بكل ما من شأنه أن يجعل الشباب الموريتاني في قلب الخيارات الاستراتيجية للأمة، وفقِ مقاربة تشاركية تتيح له أن يساهم بنفسه في رسم الخطط والسياسات الكفيلة بتجسيد الرؤى والتصورات التي يراها لمستقبله.
وفيما يلي النص الكامل لكلمة الوزير الأول:
“بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
السادة الوزراء
أصحاب السعادة السفراء وممثلو الهيئات الدولية
أيها السادة والسيدات
كرست وقائع وأحداث التاريخ حقيقة أن مستقبل أية أمة إنما تصنعه قواها الشابة، فالشباب طاقة كبيرة ومعين من الطموح والإبداع والتجديد لا ينضب.
وقد أدرك فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز مبكرا هذه الحقيقة واستشعر ضرورة منحِ هذه الفئة ما تستحقه من عناية فائقة، ابتداء من الاستثمار في توفير أسباب التعليم والتكوين الناجعين لها، وفي إنجاز ما تحتاجه من وسائل الرياضة والترفيه، ومرورا بوضع الخطط والبرامج الكفيلة بتحقيق ولوجها إلى الشغل ودمجِها في الحياة النشطة، وانتهاء بإشراكها في السياسات التنموية للبلاد وفي تولي زمام المسؤولية.
وتجسيدا لهذه الإرادة القوية تعكف الحكومة من خلال وزارة الشباب والرياضة على وضع استراتيجية وطنية جديدة للشباب والرياضة تمتد ما بين 2015 و2020،ذات طابعٍ لا مركزي، شاملة، وضامنة لأوسعِ تمثيل ممكن.
وفي هذا السياق تأتي المشاراوت الوطنية حول الشباب والرياضة التي نشرف على انطلاقها اليوم لتترجم بجلاء الالتزام الصارم لحكومة بلادنا بالقيام بكل ما من شأنه أن يجعل الشباب الموريتاني في قلب الخيارات الاستراتيجية للأمة، وفقِ مقاربة تشاركية تتيح له أن يساهم بنفسه في رسم الخطط والسياسات الكفيلة بتجسيد الرؤى والتصورات التي يراها لمستقبله.
أيها السادة والسيدات،
إننا نعي تماما أن الشباب الذي تمثل فئته الأقل من 34 عاما أكثر من 70% من سكان البلاد، لن ينجح في كسب الرهانات والتحديات التي تواجهه إلا من خلال فكر وطني مستنير يقوم على احترام الآخر وعلى إفشاء مثل المحبة والسلام والحوار ونبذ ثقافة العنف والانحراف والتطرف والغلو في مناحي الحياة المختلفة، متحصنا بقيمنا الروحية والحضارية الأصيلة.
أيها السادة والسيدات
لن أنهي كلمتي هذه دون أن أنوه بالمساهمة البناءة والدعم القيم الذي ما فتئ شركاؤنا في التنمية يقدمونه لنا في سبيل الوصول إلى هذه الأهداف النبيلة. وأغتنم هذه المناسبة لأعبر لهم عن استعدادنا الدائم لتعزيز الشراكة والتعاون معهم في هذا الإطار.
وفي الختام أعلن على بركة الله افتتاح المشاورات الوطنية للشباب والرياضة متمنيا لها النجاح والتوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”.
من جهتها أكدت وزيرة الشباب والرياضة السيدة كمبا با أن هذه الأيام التشاورية التي تدخل ضمن توجيهات رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز بالاهتمام بالقوى الحية للامة ودمجها في البرامج الوطنية لخلق تنمية مستديمة في البلاد.
وأضافت أن السياسة الوطنية في مجال الشباب والرياضة تحتاج إلى استرتيجية جديدة تمتد من 2015 إلى 2020 وتلبي طموحات رئيس الجمهورية للشباب وتستأنس بالاستراتيجيات المماثلة على المستوى الدولي .
وأشارت الوزيرة إلى أن إعداد هذه الاستراتيجية سيتم في إطار تشاركي يضع الشباب في الصدارة.
وقالت إن وزارة الشباب والرياضة تعطي أهمية خاصة لكل الجهود الجادة في هذا المجال وتعمل بتعاون كامل مع القطاعات المعنية بهدف تحقيق الطموحات في هذا الصعيد.
وأبرزت الوزيرة أن المشاورات تشمل كامل التراب الوطني وتضع مقاييس تضمن تمثيل الاناث والذكور وذوي الاحتياجات الخاصة والاصحاء ومشاركة الطلبة في التعليم العصري
والمحظري.والشباب في الوسط الجمعوي والشباب المقاول، كما تفتح هذه المشاورات الوطنية أمام الموريتانيين في المهجر عبر منصة تفاعلية.
وبدوره قال ممثل الاتحاد الأوروبي في موريتانيا سعادة السيد خوسي انتونيو ساباديل، إنه لا يمكن الحديث عن المستقبل دون الحديث عن الشباب الذي توفر هذه المشاورات بالنسبة له فرصة للإعراب عن تطلعاته ورؤيته للمستقبل.
وأضاف أن هذه المشاورات تؤكد التزام السلطات الموريتانية بإعداد استراتيجية للشباب ترسم معالم مستقبل يقوم على العدالة والمساواة.
وأكد التزام الاتحاد الأوروبي بدعم جهود الحكومة في هذا الإطار والعمل على إنجاح هذا المسار ومرافقته ضمن برامج الإنماء.
ودعا ممثل الاتحاد الأوروبي الشباب إلى تقديم مقترحات واقعية.
من جهته هنأ ممثل برنامج الأمم المتحدة للتنمية في موريتانيا سعادة السيد جان ابيير بابتيست موريتانيا على تنظيم هذه المشاورات التي سيكون لها كبير الأثر في إشراك الشباب وتصور الحلول المناسبة لمشاكلهم.
وأشاد بالتقدم المحقق على مستوى الاهتمام بشريحة الشباب في موريتانيا وفي مقدمته تخصيص نسبة من مداخل الجمارك لبناء منشآت شبابية.
وأضاف أن الشعار الذي تنظم تحته هذه المشاورات كفيل بالدفع بهذه الشريحة إلى إثرار النقاش وتقديم مختلف الطروحات.
ونبه إلى أهمية الاستثمار في شريحة الشباب باعتبارها المرتكز الأساس للمجتمع معربا عن استعداد هيئات الأمم المتحدة لمرافقة جهود موريتانيا في تحميل الشباب لمسؤولياته في البناء الوطني.
وحضر افتتاح المشاورات عدد من اعضاء الحكومة والسلك الديبلوماسي وجمع من الفعاليات الشبابية والرياضية.