
إن تفاصيل ما جرى لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز سواء كان بالصدفة -كما أعلن- أو كان مخططا له سلفا، أو جاء على نمط ما جرى لرئيس اليمن أو على أسلوب استطباب الراحل ياسر عرفات، فلا يجوز أن يمر مر الكرام.
فأنا من موقعي كعمدة أطالب بتحقيق شامل وعادل لإزالة اللبس وإنارة الرأي العام على حيثيات حادثة تهمه في الصميم، وهي غاية في الخطورة لما سيترتب عليها حاضرا ومستقبلا.
وأعاتب من يدعون أنهم كانوا يساندون الرجل ونظامه، من أحزاب وحركات وتيارات وشخصيات على موقفهم الخجول وشبه المتآمر.
لقد استغربت دعوة الحزب الحاكم لإستعجال الحملة الإنتخابية في ظروف مأساوية كهذه، وسئمت لما صرح لي بعض ناشطيه بالعداء الدفين للرجل، وهم بالامس القريب –وعلنا- كانوا يملؤون المنابر والساحات ويشيدون بأفعاله وأقواله.
إنه أسلوب مقيت ومخيف وهو نسخة طبق الأصل مما جرى لولد الطايع عندما تمت الإطاحة به، وكان أول المساندين للإنقلاب أبناء عمومته، برلمانه بغرفتيه، حكومته وحزبه الحاكم وأبرز أحزاب المعارضة حينها.
الآن وقد حصل ما حصل، فإنني أحذر بعض قيادات المؤسسة العسكرية والأمنية وأحزاب معارضة وكذلك بعض الفاعلين المقيمين في الخارج من مغبة التآمر عبر الإنقلابات الملفوفة في الإغتيالات. وليعلم الجميع أن الشعب الموريتاني لن يقبل أبدا بقيادة العسكر سواء قام بإنقلاب أو مهد الطريق لقيادة البلد عبر ذريعة توفير الأمن والحفاظ على الإستقرار، كما لن يقبل في إطار حكم مدني بقيادة شخصية سياسية ثبت تؤامرها على مصالح البلد.
أيها الشعب الموريتاني:
إن البلد يمر بمنعطف خطير لا تحمد عقباه، ولا يستبعد أن تتكرر حادثة الرئيس لرموز أخرى، تمهيدا لحكم عسكري أو تمزيقا لبلد في إطار أجندة ضيقة أو إقليمية ودولية. ومهما يكن من أمر فلن يكتب لها النجاح إلا بشغور منصب الرئيس وتفكيك الجبهة الوطنية من الداخل. ورغم أنني لست مع الرجل ولست راض عن تعاطيه مع الشأن العام ولا أدري هل سيعود أم لا، فإنني أطالب بالإلتفاف حوله وحول حكومته تجسيدا لرغبة الشعب في الإستقرار والأمن. وأدعو حركة ” 25 فبراير” و”التيار الحر” و”كواس حامل شهادة” وحركة “إيرا” وتيار الفكر الجديد و”لا تلمس جنسيتي” وجميع القوى الشابة لمؤازرة رئيس الجمهورية في محنته، عبر المسيرات والندوات والوقفات الجماهيرية، لسد الباب أمام ما يمس كيان الدولة ووحدة وتماسك شعبنا.
وأتمنى لرئيس الجمهورية الشفاء العاجل والعودة لممارسة مهامه، كما أرجو للبلد الأمن والإستقرار وللشعب المزيد من التلاحم خدمة للوطن ومصلحته العليا.
عمدة بلدية أوجفت محمد المختار ولد احمين اعمر
بتاريخ: 2012-10-